حين تتجاهل بذكاء، تربح بذكاء
ليست كل معركة تستحق أن تخوضها، وليست كل كلمة تستحق ردًا. أحيانًا، يكون التجاهل هو الانتصار الحقيقي، لا لأنه ضعف، بل لأنه وعي.
التغافل لا يعني الجهل، بل يعني أن تختار السلام بدل الانفعال، أن تضع نفسك فوق التفاهات، وأن تحفظ طاقتك لما يستحق. الذكاء ليس فقط في الردود القوية، بل في معرفة متى تصمت.
حين تتجاهل بذكاء، فأنت تعلن أنك أكبر من الاستفزاز، وأن راحة بالك أهم من إثباتك الدائم لذاتك. وهذا بحد ذاته، فوز لا يُرى... لكنه يُشعر.
ليس كل شخص يستحق أن تشرح له موقفك، ولا كل إساءة تستحق الرد. بعض الردود تمنح الآخرين حجمًا لا يستحقونه، وبعض السكوت يضعهم في حجمهم الحقيقي دون كلمة واحدة.
الحياة مليئة بالمواقف التي تختبر صبرك، لكن الذكي هو من يختار متى يُظهر قوّته ومتى يحتفظ بها. التغافل في هذه اللحظات ليس تجاهلًا فقط، بل إدارة ذكية للمشاعر.
من يتقن التغافل، يعيش أخفّ، ويرى أوضح، ويفكر أصفى. فليس كل ما يُقال يُرد عليه، وليس كل ما يُرى يستحق الانشغال به.
"أرفع الناس قدرًا، من لا يرى قدره في الرد على كل من هبّ ودبّ."